تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

​​أنشئت المصالح الإجتماعية في إسرائيل منذ عقدين من الزمن. ويتجه العديد من رجال الأعمال في إسرائيل إلى تأسيس مصلحة تروج لهدف اجتماعي أو بيئي معين ضمن إدارة مهنية، وبكلمات أخرى - مبادرات عمل اجتماعية.

يعتبر الحديث عن مصلحة اجتماعية أمر شائع في هذه الأيام. و تحاول العديد من الشركات أن تقدم نفسها على أنها تدير مصالح اجتماعية ، في بعض الحالات، وذلك بهدف اكتساب أفضلية لدى المتسهلكين. وعلينا أن نذكر أنه ليس كل من يعرض نفسه أو شركته كصاحب مصلحة اجتماعية هو فعلا كذلك.


سنحاول في هذا المقال شرح ماذا نعني بـ" مصلحة اجتماعية".

ماذا على مصلحة كهذه أن تأخذ بالحسبان؟ وما هي التحديات التي تواجه رجل أعمال ينوي المبادرة بمصلحة كهذه؟


حتى يومنا هذا لا يوجد تعريف متفق عليه لماهية المصالح الإجتماعية.

يمكننا القول بكل بساطة اأن المصلحة الإجتماعية هي جسم يساهم في المجتمع بطريقة ما ويعزز هدفا اجتماعيا أو بيئيا عن طريق تسخير أدوات تجارية. وعلى عكس النموذج التقليدي للمؤسسات غير الربحية فإن المصلحة الإجتماعية تنجز فعاليات تجارية وبهذا تثبت نفسها.


ولكي يتم اعتبار المصلحة اجتماعية، يجب أن يكون الهدف الإجتماعي في قلب وجوهر المصلحة. لذلك إذا وجدنا مصلحة تساهم مرة واحدة أو بشكل ثابت لهدف اجتماعي محدد، لا يمكن  شملها في تعريفنا، على الرغم من أن مساهمتها مباركة.


د. محمد يونس، أحدى أكثر الشخصيات المعروفة في عالم المصالح الإجتماعية والحائز على جائزة نوبل للسلام، قام بتأسيس مصرف جرمين (مصرف القرية) عام 1983 - وقد نمت مصلحته لتصبح أحدى أضخم المصالح الإجتماعية في العالم. ويدور حديثنا هنا عن مصرف يمنح قروضا صغيرة لأشخاص لم يستطيعوا الحصول على قروض من مصارف كبرى بهدف استثمار أموالهم، فربحوا ومن ثم أعادوا المال إلى المصرف الإجتماعي. وقد تم استثمار المال بشكل أساسي من نساء باشرن بفتح مصالح في بنغلادش ونجحن في تحسين ظروف معيشتهن وشروط حياة عائلاتهن وأولادهن.


يتم قياس نشاط المصلحة الإجتماعية بواسطة الوضع المادي وأيضا بحسب المستوى الإجتماعي البيئي ويهدف للحصول على أرباح مضاعفة. ويكون هدفه الرئيسي هو تطوير الهدف الإجتماعي، ومن ثم الحصول على الأرباح.

وتواجه المصلحة الإجتماعية نفس التحديات التي تواجهها أي مصلحة صغيرة أو متوسطة، سواء كان ذلك عن طريق بيع المنتوجات أو تزويد الخدمات. وهناك، بالإضافة إلى ذلك، عدد من التحديات الخاصة التي قد تواجه المصالح الإجتماعية. وعلى سبيل المثال:

في المجال الإداري:

المصلحة الأجتماعية  هو مصطلح يدل على توازن دقيق مفروض على مصالح من هذا النوع للحفاظ على التوازن بين عالم الأعمال التجارية والعالم الإجتماعي، وهما عالمان مختلفان أساسا. ففي حين يسعى عالم الأعمال التجارية بشكل رئيسي للحصول على الحد الأقصى من الأرباح، يهدف العالم الإجتماعي الى تطوير أهدافا اجتماعية أو بيئية.

وهناك عدة تناقضات في المصالح الإجتماعية التي تنبع من مطالب مختلفة وأحيانا متضاربة ومصدرها من العالمين السابقين ومنهما تستنبط المصلحة الإجتماعية قيمها.

وغني عن القول أنه إذا استطاعوا التغلب على المصاعب المذكورة أعلاه، فإن حلقة الوصل بين الهدفين والعالمين، كفيلة بأن تحول المصالح الإجتماعية إلى مصالح مميزة.

وغالبا ما تستصعب المصالح الإجتماعية قياس مدى نجاحها، وذلك لأن الجانب الإجتماعي ومقاييس نجاح المصلحة ليست دائما واضحة.​

يتم أحيانا تعريف أشكال الإدارة والرقابة والتوظيف في المصلحة الإجتماعية بطريقة مختلفة عما اعتدنا عليه في المصالح العادية، ولذلك نجد أن التحديات الإدارية والثقافية تختلف.

هناك على سبيل المثال مصالح اجتماعية تستند في معظمها أو في بعضها على موظفين يعملون أساسا بشكل تطوعي. وتختلف طريقة إدارة طاقم من المتطوعين عن طاقم من الموظفين، فتخلتف المحفزات والدوافع وأحيانا يتغير توفر هذه القوى العاملة.

وهناك مثلا مصالح تدار بشكل تعاوني وتختار تطوير الإحتياجات والتطلعات الإقتصادية والثقافية والإجتماعية والتربوية لأعضائها بواسطة اشراكهم في نظام عمل يتم إدارته بشكل ديمقراطي. عملية صنع القرارات في تنظيمات اجتماعية من هذا النوع فد تستغرق وقتا طويلا وذلك لأن القرارات المهمة تحتاج إلى عدد أكبر من الداعمين.

في المجال المادي:

يشكل الهدف الإجتماعي أو البيئي، عادة، تحديا ماديا يواجه المصلحة ليس فقط بسبب النفقات الإضافية التي تصدرها المصلحة لتحقيق الهدف الإجتماعي أو البيئي الذي تم تعريفه.
ولذلك، على المصلحة الإجتماعية أن تربح أكثر من المصلحة العادية.

وهناك منظمات اجتماعية التي تعتمد في نموذجها التجاري على الدعم الخارجي أو على التبرعات، ولكننا عندما يتعلق الأمر بمصلحة اجتماعية فقصد هو أن يكون لها اكتفاء ذاتي وأن تربح من نشاطاتها التجارية.

في مجال التسويق:

أحيانا يقف العنصر الإجتماعي في مصلحة ما ضد الجانب التسويقي. تخيلوا أن مصلحة ما تهدف إلى تشغيل موظفين من محيط معين، من المجتمع العربي، على سبيل المثال. قد تستطيع من خلال فعاليتها التسويقية في مواجهة القطاع التجاري الإسرائيلي، أن توضح الهدف الذي تطوره.


يجب أن يكون المرء حذرا عند الإعلان أو التسويق التجاري لمصلحة اجتماعية، كي لا يتم ينظر إليه نظرة شفقة أو أنه بحاجة لتبرعات فهكذا وضع قد يؤثر سلبا على المصلحة. وكما ذكرنا سابقا، فإن المصلحة الإجتماعية تهدف لتحقيق الأرباح وتعمل  كأي مصلحة أخرى.

في المجال التنظيمي:

اكتسبت المصالح الإجتماعية حتى يومنا هذا صفة قانونية موازية للمصالح العادية على الرغم من وجود نفقات إضافية تخدم أهدافها الإجتماعية.

وعلى الرغم من التحديات العديدة، علينا دعم زخم العمل الإجتماعي لمصلحتنا كمجتمع. يتطلب منا المستقبل أن نتعامل بصورة أفضل مع المشاكل التي لم يتم التصدي لها في المجال السياسي، فنحن كمواطنين بإمكاننا الإرتقاء إلى مستوى التحدي لنصنع الفرق!

قد تكون المصلحة الإجتماعية هي الحل الذي نسعى خلفه، هذه هي صيغة النجاح. دمج أنيق وفعال يعطي إجابات حقيقية وذات جودة لاحتياجات اجتماعية أو بيئية موازية لاحتياجات تجارية موجودة في الأسواق.

المقال بقلم مدير مرافقة مهنية في معوف.


 

تُشغل الوكالة باقة من برامج الدعم العملية والمالية لتشجيع المُبادرين وتطوير قطاع الأعمال. تُشغل الوكالة برامج الدعم من خلال شبكة معوف المُنتشرة في جميع أنحاء البلاد