تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

​تشرفنا بمعرفتك، إلهام كمالات- مبادرة وامرأة ريادية!

إلهام كمالات، مبادرة بدوية من رهط تخبرنا لماذا تعتبر ريادة الأعمال أداة هامة لتحسين مكانة المرأة ولتحقيق الاستقلالية المادية التي ستدعم المجتمع البدوي.​

بالتعاون مع معوف

يفترض العديدون أنّ ريادة الأعمال النسائية هي أحد امتيازات الخاصة بالنساء العصريات، اللاتي يتمتعن بتكافؤ الحقوق والفرص، وبالاستقلالية الاقتصادية والمكانة الاجتماعية المتكافئة مع مكانة الرجل. ولكن عند إلقاء نظرة خاطفة على المنظمات العالمية للتطوير الاقتصادي، يتضح أن غالبية الجهود في تعزيز مجال ريادة الأعمال النسائية مستثمرة في الفئات السكانية التقليدية. 

لماذا؟ الإجابة بسيطة جدًا: ريادة الأعمال تساعد النساء في الفئات السكانية التقليدية على تحقيق الاستقلالية المادية وتحسين مكانتهن الاجتماعية والأسرية. 

إلهام كمالات، مبادرة من رهط تخبرنا لماذا تشكل ريادة الأعمال بالنسبة لها أداة هامة في سبيل الحراك المجتمعي وضمانًا للاستقلالية المادية التي تساعدها على مواجهة واقع النساء في المجتمع البدوي. تحدّثنا مع إلهام كي نفهم ما هي الطريق التي اتخذتها نحو ريادة الأعمال، ماذا تعني الاستقلالية المادية بالنسبة لها، كما وطرحنا السؤال الذي لا يقل أهمية عمّا ورد أعلاه: إلى أين هي ماضية؟ ​

الطريق من الهند إلى رهط

​قصة إلهام-البالغة من العمر 42 عام، متزوجة وأم لأربعة أبناء، بدأت في الهند قبل عشرة أعوام، عندما اختيرت للمشاركة في زيارة حول طهارة النساء في شبه القارة الهندية. المضيفات المحليات كانتا معلمتان، واللاتي جمعتا عضوات البعثة بنساء رياديات.

وقد أدركت إلهام شيئًا واضحًا: للقاء نساء رياديات، يمكنها القيام بجولة في رهط أيضًا.
فور عودتها إلى البلاد، قررت أن تتعلم توجيه مجموعات لتعريف أكبر عدد ممكن من الأشخاص بالنساء البدويات الشجاعات التي يشققن طريقهن نحو النجاح كل يوم في حياتهن، في عملهن وفي أحلامهن. 
منذ ذلك الحين وحتى إقامة مصلحتها الخاصة، عرّفت إلهام مختلف المجموعات الإسرائيلية بنمط الحياة البدوي بواسطة تنظيم مضافات منزلية تشمل الطعام، الشراب والتعرف إلى نمط الحياة البدوي. في إطار مشروعها هذا، تُدخل زائريها إلى عالم المرأة البدوية: مكانتها في المجتمع، القضايا التي تواجهها مثل تعدد الزوجات، الطلاق وحضانة الأطفال، العمل والعائلة، والانتقال إلى المسكن الثابت.

تتراوح مدة هذه اللقاءات بين ساعة وأربع ساعات وتشمل أحيانًا جولات في رهط وبازار مبيعات صغير تنظّمه إلهام حيث تعرض فنونًا تقليدية في رهط. 
"لقد كنت دائمًا أطمح نحو الاستقلالية وإقامة مصلحة خاصة بي، ولكنني كنت أؤجّل تحقيق هذا الحلم خوفًا من المجهول، كما وتخوفت من سحب عائلتي نحو هذه المغامرة. مع مرور السنين، اكتشفت بأنه يجب أن أحقق ذاتي وأخلق لنفسي أفقًا اقتصاديا. الاندماج في مسار ريادة الأعمال في معوف ساعدني على الفهم بأنّ هذه الخطوة حقًا جريئة ولكنها ممكنة، إذا تزودنا بالمعرفة والأدوات اللازمة لإدارة مصلحة". 

الطريق إلى معوف

​لتحويل الفكرة إلى مشروع فعلي، شاركم إلهام في دورتين: ريادة الأعمال والفيسبوك التجاري، كما وتلقت استشارة فردية، قريبًا من منزلها في رهط.
سؤال: ما هي الأدوات التي اكتسبتها في الدورات، وكيف تؤثر على إدارتك للمصلحة اليوم؟
جواب: "في دورة ريادة الأعمال، اكتسبت الأدوات التي تساعدني على تشخيص قدراتي والثقة التي تلزمني للتغلب على مخاوفي النابعة من الشعور بعدم اليقين الذي تنطوي عليه الاستقلالية. أحد الدروس المهمة التي تعلمتها في الدورة هو تغيير طريقة تعاملي مع نفسي كمنتج. تعلمت كيفية التنويع في المنتجات والخدمات التي أقدمها، خلق أطرًا مختلفة للمنتج مثل المحاضرات التي لا تنظم فقط في منزلي في رهط، بل يمكنها أن تقام في أي مكان آخر في البلاد، تعلّمت كيفية إقامة شراكات التي من شأنها أن تحسن وتطور من مستوى تلبيتي لاحتياجات الزبائن وخلق مصادر دخل جديدة. والأهم من ذلك، تعلمت كيفية إدارة الوقت وتسعير منتجاتي بهدف تحقيق الربح.

ولأن الدراسة تمت في رهط، حظيت بفرصة التعرف إلى نساء عصاميات، مبادرات وشجاعات، واللاتي اخترن الطريق نحو الاستقلالية. الدعم المتبادل، القدرة على التشارك بالطموحات والمخاوف على حد سواء، والأهم من ذلك، النماذج الشخصية لصديقاتي، كل ذلك منحني الدافعية والثقة. أحاول اليوم أن أدمج في مصلحتي أكبر عددًا ممكنًا من النساء المبادرات في رهط، في جميع المجالات: ابتداءً من التموين بالأطعمة والمشروبات، مرورًا بالنساء التي ينتجن أعمالا يدوية وصولا إلى المصالح السياحية الترويجية التي تديرها نساء. الهدف من ذلك هو السماح لعدد أكبر من النساء بتحقيق ذاتهن من الناحية المهنية، وتحقيق الاستقلالية المادية التي تشكل بالنسبة لهن مرساة هامة في حياتهن".

جياد العوابرة-مدير فرع معوف في رهط والقرى البدوية في الجنوب يضيف ضمن هذا السياق أنّ "ريادة الأعمال النسائية في الأوساط التقليدية تشكل هدفًا هامًا بالنسبة لنا. نحن مدركين للاستقلالية التي توفرها ريادة الأعمال لهؤلاء النساء، كما ونعلم أنّ النساء المستقلات في المجتمعات التقليدية يعتبرن مصدر إلهام لنساء أخريات وللفتيات في هذه المجتمعات". 


​سؤال: كيف تقدّمين نفسك اليوم أمام زبائنك المحتملين، مقارنة بالفترة الماضية؟
جواب: " أحد التحديات الكبرى التي تواجهني هي كيفية تقديم نفسي. في إطار المسار الذي خضته في معوف، تعلمت كيفية الوقوف في المركز، تسويق نفسي وتقديم نفسي كمبادرة وريادية، والتعامل مع نفسي كما لو كنت منتجًا". 

تقديم الذات ليس شيئًا مهمًا في المجتمع الذي أعيش فيه، وفي البداية لم يكن الأمر سهلا بالنسبة لي، ولكنني سرعان ما أدركت أن تقديم الذات أمام الزبائن يؤثر على تصوري الذاتي. 
هذه الأدوات، بالإضافة إلى الأدوات التي اكتسبتها في دورة الفيسبوك التجاري، تساعدني اليوم في عملي اليومي وتسمح لي بتوسيع دوائري، تجنيد أفراد أسرتي وأصدقائي كوكلاء والسعي طوال الوقت لإيجاد زبائن جدد ووكلاء جدد، للنهوض بمشروعي. 

 الحلم-بيت الضيافة البدوي الأول

سؤال: ماذا بعد؟ ما هو الحلم الذي تودين تحقيقه؟

توجد لإلهام أحلام بعيدة المدى-فهي تريد إقامة بيت ضيافة بدوي في رهط، ليشكل نافذة على الثقافة البدوية. 
" أرى في مخيلتي مكانًا أخضر اللون، مزهرًا وجذابًا، غرف الاستضافة ستشمل تصميمات بدوية تدمج بين الأعمال اليدوية لصديقاتي من رهط. أود تعريف الزوار بالمطبخ البدوي الأصلي، والأهم من كل ذلك، أود بأن أجعل من هذا المكان مصدر رزق لي ولنساء أخريات في المدينة. 

انا اعتقد أنّه لو توفرت للنساء البدويات الأطر التي تساعدهن على تحقيق إمكاناتهن واستقلاليتهن، سيؤثر ذلك بشكل كبير على نمط حياتهن وحياة عائلاته​ن. أعتقد أنّ هذه رسالة حقيقة، ويهمني تحقيق حلمي، بأسرع وقت ممكن".
أرى في مخيلتي مكانًا أخضر اللون، مزهرًا وجذابًا، غرف الاستضافة ستشمل تصميمات بدوية تدمج بين الأعمال اليدوية لصديقاتي من رهط. أود تعريف الزوار بالمطبخ البدوي الأصلي، والأهم من كل ذلك، أود بأن أجعل من هذا المكان مصدر رزق لي ولنساء أخريات في المدينة.

 

تُشغل الوكالة باقة من برامج الدعم العملية والمالية لتشجيع المُبادرين وتطوير قطاع الأعمال. تُشغل الوكالة برامج الدعم من خلال شبكة معوف المُنتشرة في جميع أنحاء البلاد