المشكلة الرئيسية التي تواجه المصالح الصغيرة، الجديدة والقديمة منها، هي قلة المعرفة والأدوات اللازمة للإدارة المهنية في جميع المجالات ذات الصلة، على عكس المصالح الكبيرة التي تستعين بخبراء ومهنيين من مجالات أخرى، غير مجال عمل المصلحة، مثل مدير مالي، مدير تسويق، مدير خدمات لوجستية، مدير مستودع، أمين مستودع وغيرهم. قلة المعرفة والأدوات المهنية تؤدي بأصحاب المصالح إلى ارتكاب أخطاء عديدة، ولأنّ عالم الأعمال لا يتقبل هذه الأخطاء، يضطر أصحاب المصالح لدفع أثمان باهظة وفورية.
ولأنّ المصالح الصغيرة لا تستطيع توظيف الخبراء والمهنيين العاملين في المصالح الكبيرة، لا تسنح لهذه المصالح فرصة التعامل اليومي مع القضايا الإدارية والمهنية. لتجنّب الأخطاء وزيادة احتمال استمرارية المصلحة، يجب تلقي استشارة، إرشاد وتوجيه من جهات مهنية.
اليكم بعض النصائح المُهمة لضمان قوة المصلحة المادية:
- يجب التّخطيط لكل استثمار بحذر وحرص شديدين - وذلك من خلال إجراء دراسة وليس بشكل تقديريّ. يميل العديد من أصحاب المصالح إلى تقدير الاستثمارات المستقبلية بقدر أقل من المطلوب، ويحاولون تدبّر أمورهم بمبالغ صغيرة. وبسبب تقديراتهم المتفائلة وغير الواقعية، تتراكم على أصحاب المصالح الصغيرة ديون كثيرة. لذلك عليكم إجراء دراسات والاستناد إلى معطيات واقعية عند الاستثمار، عليكم دائمًا وضع تقديرات مرتفعة وليست منخفضة.
- لا تبيعوا منتجاتكم بأي ثمن - يميل العديد من أصحاب المصالح، خاصة الجديدة منها، إلى بيع منتجاتهم بسعر منخفض وبأي ثمن. عليكم الانتباه، فهذا القرار قد يؤدّي إلى تدهور المصلحة، لا يجوز إطلاقًا البيع بأي ثمن. الأسعار المعتمدة مكوّنة من معياريين: السعر المعتمد في السوق، والسعر الذي يساعد المصلحة على الربح والاستمرارية. ولكي تشكل المصلحة مصدر رزق ناجح، يجب اتباع هذين المعياريين دائمًا.
- تجنّب الوقوع في ديون كبيرة - تقع مصالح عديدة في ديون جارية تتراكم تدريجيًا، وتتكبّد التزامات مالية ضخمة: عليكم تجنّب الوقوع في ديون كبيرة، خاصة في الائتمان الجاري. يستحسن الاستثمار في قروض طويلة الأمد، حيث يكون القسط الشهري واضحًا وقدرة السداد الشهري واضحة.
- إجراء حسابات كاملة ودقيقة - المصالح الصغيرة لا تجري حسابًا كاملا لمصروفاتها الثابتة، بما في ذلك الأجر الذي يود صاحب المصلحة تلقيه، مصروفات السيارة، راتب السكرتيرة، إيجار المكان وضريبة الأملاك (الأرنونا)، كما ولا يتم حساب المصروفات المباشرة والتي تشمل تكلفة المواد، أجر المهنيين وغير ذلك. الحسابات تُجرى عامة بشكل تقديريّ عام، يتضّح في نهاية المطاف أنّه تقدير غير واقعي وخاطئ. نوصيكم بإجراء حساب كامل ودقيق لكلّ شيء.
- تخصيص ميزانية للتسويق واتّباع خطة تسويق - العديد من المصالح لا تعتمد التّسويق بشكل جارٍ وثابت. التّسويق هو الوصول إلى الزبائن وتشجيعهم على الشراء، وليس فقط تعريفهم على المصلحة. يجب وضع ميزانية، وإدارة وتنفيذ خطة تسويق جارية للسنة بأكملها، وليس نشاط دعائي لمرة واحدة، مثل توزيع منشور أو إعلان في صحيفة، فالإعلان العشوائي لمرة واحدة يوجد أثر ضعيف ومحدود جدًا، أما بالنسبة للخطة التسويقية السنوية والموجّهة، فأثرها طويل الأمد.
مقال بقلم: يتسحاك أوفنر، مدير كبير في معوف